نُشير إلى أنَّ المعطيات الواردة في الأجوبة أسفله، هي موضوع دراسة ميدانية أنجزتها جمعية سمسم-مشاركة مواطنة حول "استخدام الأنترنيت ووسائل التواصل الاجتماعي من قبل الشباب والأطفال":
تفاعلاتُ الشباب بخصوص هذا السؤال متعددة، يمكن تلخيصها في ما يلي:
بين الشباب من لا يتخذ قرار الموافقة على إضافة الشخص أو رفضه، إلا بعد تحليل مصداقية الحساب الخاص به، من خلال التأكد من هويته عبر اسمه، صوره، والأصدقاء المشتركين معه. فئة أخرى من الشباب لا توافقُ إلا على إضافات الأشخاص التي تعرفها أساسا. والفئة الثالثة تختار التعرف على الشخص أكثر قبل أن توافق على إضافته أو رفض دعوته.
الفئة
الرابعة، حسمت الجواب في عدم الموافقة على إضافة أي شخص لا تعرفهُ مهما كان
المبرر، والفئة الأخيرة تتعلق بالشباب الذين يوافقون على دعوات الصداقة التي
يتوصلون بها من قِبل أشخاص لا يعرفونهم، ومبررهم في ذلك أن مواقع التواصل الاجتماعي هي
أساسا منصات للتواصل والتعارف وربط العلاقات الاجتماعية مع الآخرين.
توصلتَ برسالة من شخص لا تعرفُه، كيف تتصرف؟
تعددت إجابات الشباب، لكنها تتفق على أن جوابهم سيرتبط أساسا بمضمون الرسالة التي توصَّلوا بها، إلى جانب لغة التواصل والعبارات المستعملة والحساب الخاص بالمُرسِل.
الفئة
الأولى تقول إنها ستتفاعل إيجابا وبدون تردد مع أي شخص يلتزم الاحترام في رسالته،
ويلفتُ التقدير في طريقة تواصله، ومنهم من قال إنه سيقبل دعوة إضافته أو أخذ
المبادرة لإضافته، وتشعرُ هذه الفئة من الشباب بالأمان لأنها واعية بخاصية
"الحظر"، الذي يمكن أن تلجأ إليه في حالة شعرت بسوء من طرف الشخص الآخر.
الفئة
الثانية تختار أولا تحليل حساب الشخاص صاحب الرسالة، قبل اتخاذ أي قرار، وآخر فئة
تقرر عدم التفاعل مع الرسائل والاكتفاء بقراءتها لا أقل ولا أكثر.
شخص لا تعرفه لكنه أرسل لك رسالة مسموعة أو فيديو أو رابطا، كيف ستتصرف؟
هذه الوضعية لم تثر استغراب الشباب، لأنها اعتيادية بالنسبة إليهم، منهم من يتحقق أولا من الرابط قبل أن يقرر الضغط عليه، وآخرون يرفضون الضغط على أي رابط يصلهم من أشخاص يمكن اعتبارهم "غرباء"، لذلك 16 منهم أكدوا أنه سبق وتوصلوا برابط قابل للضغط على الأقل في حسابين من مواقع التواصل الاجتماعي.
14 شابا كذلك تمكن من
فتح روابط الاختبار أو الألعاب الوهمية التي تحمل عنوان "شارك واربح هاتف
أيفون". خمسة من الشباب لم يتوفقوا عند فتح الروابط التي توصلوا بها، لكنهم لم
يترددوا من أجل إدخال معطياتهم الشخصية، واثنان منهم ضاعت منهم حساباتهم على
"فايسبوك" بعد ولوجهم إلى الروابط التي توصلوا بها.
شخص لا تعرفه اتصل بك اتصالا عاديا أو بالفيديو، كيف
ستكون ردة فعلك؟
تبدو الوضعية غريبة نوعا ما، لكنها كانت محط فضول
بالنسبة لبعض الشباب الذين قالوا إنهم سيجيبون عن الاتصال العادي، أما إذا كان
الاتصال بالفيديو، فسيجيبون شرط إخفاء الكاميرا. آخرون كان جوابهم هو الرد على
الاتصال بالرغم من عدم معرفتهم بالمُتصل، شرط أن يكونوا في فضاء آخر، غير منزلهم،
مقابل ذلك قرَّرَ البعض الآخر التفاعل عبر الرسائل أولا، بعدها يمكنهم التفكير في
الاتصال لاحقا. وآخر فئة من الشباب، كان جوابهم هو عدم الرد على المتصل نهائيا،
وحظره، وحظر رقمه بشكل نهائي.
سافرتَ مع أقاربك إلى مدينة إفران، والتقطت العديد من
الصور والفيديوهات، كيف سيكون سلوكك بعد ذلك؟
تفاعلا مع هذا السؤال، انقسم الشباب إلى ثلاث فئات. الفئة الأولى قالت إن لها حسابين على مواقع التواصل الاجتماعي، الأول متاح لعموم الناس، والثاني خاص فقط للعائلة والأقارب والأصدقاء، وبذلك ما سيتم نشره سيخضعُ لمعطى الخصوصية بكل تأكيد.
رأيُ الفئة الثانية كان مُختلفا، بالنظر لتوفرها على حساب رسمي واحد، وبذلك ستشارك كل الصور والفيديوهات الخاصة بالسفر، لكن من دون تحديد المكان، ولن يكون نشر هذه المحتويات إلا بعد العودة من السفر، مع حصر المشاهدين في لائحة خاصة على موقع "أنستغرام"، أي في لائحة العائلة والمقربين والأصدقاء فقط.
أما الفئة الثالثة، فكان جوابها مختلفا تماما، إذ قررت ألا تشارك أي صورة أو فيديو يخصها، إلا بشكل خاص مع أصدقاء محددين، والاكتفاء بمتابعة مختلف المشاركات على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي.
ولجتَ إلى موقع إلكتروني من أجل تصفح درس معين، فطُلب منك إنشاء حساب على الموقع، كيف ستتصرف؟
تقاسَمَ الشباب ممارساتهم الجيدة بخصوص التأكد من مصداقية الموقع الإلكتروني أو التطبيق المُستخدم، قبل إنشاء حساب، وذلك باستخدام المعلومات المتاحة وآراء الزوار وتعليقاتهم.
إجابات بعض الشباب ارتبطت بتحديد
نوعية المعلومات التي يجب إدخالها، والتخلي عن ملء المعلومات التي تتعلقُ برقم
الهاتف على سبيل المثال، مقابل إجابات فئة أخرى من الشباب، الذين قرروا إنشاء
الحساب لكن باستخدام بريد إلكتروني لا يستخدمونه إلا نادرا.
لكن عموما، أثار السؤال حفيظة الكثير من الشباب، لأنه
لعدد كبير منهم تجارب سيئة مع تقاسم الرمز السري الخاص بهم. 16 مشاركا سبق له أن
تقاسم رقمه السري مع أصدقائه أو أفراد عائلته، 16 شابا يستخدمُ نفس الرمز السري
في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وفقط 14 شابا يعتبر أن رمزه السري معقد لدرجة يصعُب
إيجاده، مقابل خمسة شباب سبق لهم أن تقاسموا رمزهم مع أصدقائهم ويستخدمونه في
مختلف التطبيقات، ومنهم من اضطر إلى الكشف عن رمزه السري لأنه استخدم هاتف صديقه.
ما معرفتُك بالمصطلحات التالية: الكوكيز، مضاد
الفيروسات، المراقبة الأبوية، الأمن الرقمي، شروط الاستخدام، التحرش والتهديدات؟
الهدفُ من هذا السؤال كان بالدرجة الأولى هو اختبار معرفة الشباب بسؤال الأمن الرقمي وكل المصطلحات المتعلقة به. فقط أربعة شباب يحتفظون بمصطلح "كوكيز" لكنهم لم يتوفقوا في شرحه، 12 شابا سبَقَ له معرفة معنى "شروط الاستخدام"، و8 أشخاص لم يسبق لهم نهائيا أن سمعوا بهذه المصطلحات.
وكشف الشباب كلهم عن عدم اهتمامهم القبلي بهذه المصطلحات والبحث عن تعريفاتها، ما يعني أن استخدامهم لمختلف التطبيقات والمواقع الرقمية هو استخدام تقني ميكانيكي، تتحكم فيه حركة الضغط فقط، وهذا ما يجعل بعض المفاهيم ملتبسة لديهم، كالفرق بين الملكية الفكرية والأمن الرقمي.
هل سبق لك أن تعرضت لحادث على الأنترنيت صدمك كثيرا؟
بقدر ما يكتسي السؤال طابع الخطورة، بقدر ما يكتسي جانبا من الخصوصية والحميمية، لذلك لم يكن ممكنا إلا تقاسم تجارب ثلاث شباب، يشتركون في تقاسم معلوماتهم الشخصية مع أشخاص آخرين على مواقع التواصل الاجتماعي.

تعليقات
إرسال تعليق